بغداد – العالم
انتهى قسم الدراما الإذاعية في شبكة الإعلام العراقي من تسجيل مسلسل "السياب" الذي يتناول حياة الشاعر بدر شاكر السياب منذ طفولته وحتى وفاته، المسلسل من تأليف منير راضي وإخراج محمد المسعودي.
وقال المؤلف منير راضي:" يتناول المسلسل قصة حياة الشاعر العراقي الكبير بدر شاكر السياب منذ طفولته وصولاً الى مرحلة الصبا والشباب ومتى بدأ بكتابة الشعر ومتى أيضا بدأ شعره يأخذ منحى مغايراً عن بقية الشعراء وما كان عليه الشاعر في ذلك الوقت وما مر به من أحداث مختلفة".
وأضاف: "السياب موسوعة عربية وقامة كبيرة وهناك الكثير من البحوث والأطاريح والدراسات تناولت سيرة حياة السياب الشخصية الجدلية في الشعر العربي لاسيما الشعر الحر الذي اشتهر به".
وأشار الى أن " المسلسل سلط الضوء على بعض المناطق المعتمة في حياة السياب الذي لم يعرفها الناس لاسيما الجيل الجديد الذين لربما لم يطلعوا على المنجزات والوقائع المرتبطة بحياة الشاعر على الصعد كافة".
وأوضح أن "المسلسل سلط الأضواء أيضا على الظروف الصعبة التي رافقت حياة الشاعر كالمطاردات والاعتقالات التي طالته والانعطافات الاجتماعية الكبيرة التي واكبها".
وبيّن أن المسلسل شارك فيه عدد من الفنانين، منهم محمود أبو العباس، بتول عزيز، رائد محسن وآخرون.
وُلد بدر شاكر عبد الجبّار السياب يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 1926 في بلدة جيكور بمحافظة البصرة جنوبي العراق، على مقربة من شط العرب عند التقاء نهري دجلة والفرات.
نشأ وتربى في عائلة من القبائل المنتشرة بكثرة في القرية، التي كان يعاني معظمها شظف العيش وضيق الرزق، وكان أبوه تمّارا ومزارعا.
رُزق والداه (شاكر وكريمة السياب) 3 أبناء: بدر ومصطفى وعبد الله، وسرعان ما فقد حنان أمه، إذ توفيت وهو في السادسة من عمره، فتولّت جدته الإشراف على رعايته وحضانته.
تزوّج والده بعد وفاة أمه وعاش منقطعا عن تربيته ورعايته، فزاد ذلك من مأساته ومعاناته.
تأثر كثيرا بفقد والدته، فذاق مرارة اليتم طوال حياته، وفي مرحلة طفولته عانى عقدة المرض وضعف الجسم.
وعندما كبر تزوّج من إقبال طه عبد الجليل وأنجب منها 3 أولاد، هم غيداء وغيلان وآلاء.
عايش بدر أواخر الانتداب البريطاني في العراق ومراحل ميلاد الاستقلال عام 1932، ونشأ على أفكار التحرر والثورة ومقاومة الطغيان والاستبداد.
وفي المرحلة الجامعية انتسب إلى الحزب الشيوعي، الذي استطاع في تلك الحقبة الزمنية جذب كثير من المثقفين والطبقات المظلومة الناقمة على الحكم، التي كانت تشعر بالتهميش وتعاني الفقر.
ولما كان الشعر له وقع خاص في قلوب الجماهير، انتخب بدر رئيسا لاتحاد الطلبة في دار المعلّمين وبزغ نجمه شاعرا ومناضلا جسورا في أروقة الجامعات.
وبسبب مواقفه في الجامعة، حُرم السياب من امتحانات الفصل الثاني عام 1946 بتهمة تحريض الطلّاب على العصيان والإضراب.
وفي عام 1949، سُجن بسبب مواقفه السياسية المعارضة للحكومة ومُنع من التدريس 10 سنوات.
وعام 1952 زادت الحكومة من حملة الاعتقالات وأغلقت العديد من الصحف، ففر بدر نحو الكويت بجواز سفر إيراني.
وكان لنكبة فلسطين وما تبعها من أحداث أثر عظيم في نفس الشاعر، فقرر التخلي عن الشيوعية، وانضم للقوميين العرب، وأصبح واحدا من الشعراء الذين يحملون هم الأمة العربية في ضميره.