طه المراياتي

الجزء السابع

للتذكير ، قلنا في العاشر من حزيران/2014، سيطرالمئات من مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق و الشام "داعش" بالكامل على مدينة الموصل، طاردين القيادات السياسية والأمنية والقوات الرسمية التي تقدر بثلاث فرق من الجيش والشرطة (ما بين 40-50 ألف مقاتل) مجهزة بأحدث ما أنتجته مصانع السلاح الأميركي. ليعلن حينها زعيمه أبو بكر البغدادي قيام "الخلافة الإسلامية" من على منبر "جامع النوري" في الرابع من شهر تموز 2014. و قلنا ان لأمريكا هدفان لن تتخلى عنهما الا بجهود الخيرين. الهدف الاول هو الاستمرار بإكمال المشروع البريطاني (و الذي قاده الجاسوس همفر) لنشر البدعة الوهابية و بدع اخرى اتعس من البدعة الوهابية في ارجاء العالم الاسلامي. ليضمنوا ان الصراع المذهبي او الطائفي قائم حتى قيام الساعة...و قد سلطنا الضوء على هذا المحور . اما الهدف الثاني فهو تشويه صورة الاسلام و رموزه. وهذا المشروع امريكي 100% و بامتياز.و قبل ان ننشر غسيل القاعدة و اخواتها علينا ان نحدد اسباب المؤامرة الغربية لتشويه الاسلام بكل تفاصيله و وجدنا ان اولهما
- قدرة الإسلام على الانتشار والامتداد. فالغربيون يعترفون، مع شيء من الحيرة والدهشة، بأنه فعلا هناك ما يخيف في الإسلام كدين كاسح له قابلية التنامي والانتشار بسرعة مذهلة.
ثانيهما- إقبال الغربيون والأمريكيون على اعتناق الإسلام بكثافة، وبكل تلقائية وطواعية واقتناع، مما يدفع إلى التخوف من احتمال تناقص أتباع المسيحية لمصلحة الإسلام.
ثالثهما- تزايد أعداد العرب والمسلمين وأبنائهم وأحفادهم في البلدان الغربية، ودخول نخبة منهم في عالم السياسة والمال. و اسباب اخرى لا يسعنا الوقت لذكرها.فعقدة الخوف والهلع من انتشار الإسلام ونفوذ قوته الدينية والثقافية والبشرية داخل امريكا والدول الغربية يعني نهايتهما معا...
هذا يكفي لتلجأ امريكا بكل قوة لتشويه صورة الاسلام....امريكا جرَّبَت كل شيء ، حاولت بكل الوسائل ان تجد طريقة سهلة و طيّعة لتفكيك الاسلام فلم تنجح ، جربت سلاح الاعلام بماكنتها الهائلة حاولت ان تنقل تجربة اضعاف قوة الكنيسة و هيكلتها في اوربا عن طريق الثورة الحداثوية بمراحلها فلم تفلح ،الغرب يرى المعركة مع الاسلام معركة وجود و ان البساط قد يُسحب من تحت اقدامها ان لم تسرع في حماية المشروع الابراهيمي ، فلجات لأذنابها من المتأسلمين (القاعدة و اخواتها) ليشوهوا بأنفسهم الاسلام، وبالفعل لم تفصّر هذه التنظيمات الارهابية عند سيطرتها على شمال شرق العراق و شمال سوريا و افغانستان و من قبلها الجزائر و نيجيريا في ارتكاب جرائم بالنيابة يندى لها جبين البشرية. و للتوضيح ،اخترت لكم عينة من هذه الجرائم... اولها
ـ اصدر تنظيم الدولة الاسلامية (داعش)شريط “فيديو تناقلته مواقع ما يسمى بالإسلاميين المتشددين على شبكة "الانترنت” ويظهر فيه الطيار الاردني الشاب معاذ الكساسبة وقد جرى اعدامه حرقا وهو يرتدي ملابس برتقالية (زي الاعدام) داخل قفص. هذا العمل غير مسبوق، يتنافى مع قيم الرحمة والعدالة التي تميز الاسلام عن كل الديانات الاخرى.
2ـ أصدر تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) فيديو جديداً ويظهر في الفيديو ملثم من عناصر التنظيم، يتحدث عن اكتشاف مجموعة تعمل على تحديد وتصوير مقرات "داعش" في دير الزور ، وإرسالها إلى التحالف الدولي، عارضاً مشاهد للمجموعة والآليات التي اعتمدوها في عملهم، والتي يقول إنه "تم اكتشافها عبر وشاية أشخاص كانوا مقربين منهم". كما يظهر في الفيديو الذي نشر على مواقع التواصل الاجتماعي وحذف أكثر من مرة، دخول 13 شاباً يرتدون بدلة الإعدام الحمراء، مكبلي الأيادي إلى الخلف وحفاة الأقدام، يهرولون داخل مسلخ مخصص لذبح البهائم، حيث يُحشَرون في إحدى زواياه، ليتقدم باتجاههم عنصر من التنظيم يحمل سكيناً بيده، ويصف الشباب بأنهم "أضاحي"، فيشد بعضهم من شعره، ويسحبهم شاباً تلو الآخر ليذبحهم من دون أن يفصل رأسهم عن أجسداهم ويعلقهم من أقدامهم، في مشهد يحاكي ذبح الحيوانات.ـ
3ـ ويعتمد "داعش" في مقاطعه المصوّرة طرقاً مختلفة لارتكاب جرائمه كلّ مرة. ونشر التنظيم مقطعاً فديويا من دير الزور ، أعدم فيه خمسة إعلاميين بطرق مروعة، تضمنت التفجير والذبح والصعق بالكهرباء، وأثارت هذه الفيديوات التي نشرت أول أيام عيد الأضحى استياء واستنكار الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث وصفه ناشطون بأنه من أبشع الجرائم التي قد ترتكب في حق الإنسانية، في حين اعتبرها آخرون جريمة بحق الإسلام والمسلمين تزامناً مع أحد أهم أركان الدين أي الحجّ.
4ـ أعلن تنظيم "داعش" في شريط فيديو نشر على الإنترنت ، قتل الرهينة الأميركي بيتر كاسيغ الذي كان قد خُطف في سوريا عام 2013. وظهر في الشريط الذي حمل علم "داعش" رجل مقنع يرتدي ملابس سوداء من رأسه إلى أخمص قدميه، مع رأس رجل آخر مدمى ملقى عند قدميه.
* في ظل مقاطع الفديو الكارثية المسمومة هذه ، توقع اخي كيف يتعامل اعلام محترف و مغرض و حاقد و صاحب اجندات مشبوهة مثل الاعلام الغربي مع هكذا مشاهد، مادة دسمة بالنسبة للأعلام الغربي و الامريكي الذي يقوده اللوبي الصهيوني و يحاول ايصال رسالته بقصد او دون قصد بقناعة او دون قناعة و بكل الوسائل للمواطن الاوربي و الامريكي البسيط لإكمال مشروع التشويه هذا.
* قبل ان نودعكم... تابعوا معي ما قاله برنارد لويس وهو استاذ في جامعة برنستون الامريكية و المتخصص في تاريخ الاسلام.... يقول برنارد
"إنّ الأوربيين يتزوجون متأخرين، ولا ينجبون أطفالاً إلا بعدد حين، بينما يبرز النقيض المعاكس تدريجياً، والذي يتجلى في حضورٍ تركي كبير في ألمانيا، وعربي كبيرٍ في فرنسا، وحضورٍ إسلامي باكستاني في إنجلترا، وإنّ هؤلاء يتزوجون باكراً، وينجبون أطفالاً بكثرة.. والكثير منهم حاليا تبوَّء مراكز حكومية حساسة وايضا للبعض اهتمامات ثقافية و رياضية ومنهم من ولج في عالم المال والاعلام... هم تغلغلوا في كل مفاصل الحياة و على هذا الحال ستتحول أوربا في نهاية القرن الحالي الواحد والعشرين إلى قارةٍ مسلمة، وإلى جزءٍ من المغرب العربي .
* عالعموم لنا وقفة معكم مع الاعلام المعادي للإسلام كجزء من حملة تشويه صورة الاسلام و وفق ما تريده امريكا... تابعونا