الشاعرة هدى القاتي/ تونس
أصبحت أعرف أنّك لا تحب الرسائل المطولة. هذا يعني أنه قد أصبح لدينا سلحفاة في حديقتنا، وهذا فأل جيد سأستبشر به كالصينيين. حين سألتك آخر مرة عن الزهرة التي زرعتها في يدي، كنت أجمع حشائش طرية. أردت أن أطحن فضولي فقلت لي : "هذه الاشياء تحدث بصدق وعفوية ورغبة جامحة وهادئة في آنٍ معًا". أصدقك! أصدق مناخك حين تقول لي "حبيبتي". أصدق أيضا أنك لن تبيض عواطفك في مكان جاف كالسلاحف، ودون أن تحضنها تمضي. الابعاد بين القارتين بقيت ثابتة. كم تزعجني هذه الحدود الجغرافية. هذا ما يجعلني أحاول في كل مرة تغيير أساليب الحديث لتقليص المسافة بيننا. كم تمنيت البارحة أن أحتضنك. أفٍّ لهذا الانتظار الخبيث؛ كان أسرع وصولا الى وجهي. شعرت بخطوط سن اليأس – ذلك الذي ظننته بعيدا بعض الشيء عني – تنط فوق جبيني. أركلها بابتسامة مصطنعة فتتكاثر. أتمتم وحدي: "أحبك أحبك" لو أنّك جئتني باكرًا! أسمع سيلفيا بلاث تقول: " حين لا ترتجي شيئا من شخص ما فإنك لن تَشعُر بالخيبةِ أبدًا". لكنه الحب يا سيلفيا! كيف لا أنتظره؟ لم أكن ارتجي سواه! عقرب الساعة الآن أصبعي. زمن وقوع اصبعي على صورتك أبدأ العد، هكذا أستدل الوقت الى أن أحصي جميع الخراف التي تقفز من ملامحك امام نهر ذاكرتي. سارحةً في الاحلام أنام تحت شجرة متفرعة على كل ورقة فيها كتبت متى يأتي؟
تونس في 13/6/2022. انتهت الرسالة في التوقيت المحددة ب 16:55عصرا